بعد حوالي أسبوعين من إنتقالي إلى منزل جدتي، تمت كل التخطيطات لدخولي إلى مدرسة طوكيو الإبتدائية ، لم تكن لدي مشكلة في الدراسة في مدرسة جديدة فأنا كنت أحب تكوين الصداقات.


مر شهر و قد إعتدت الإقامة مع جدتي، لقد كونت صداقات جديدة و أصبح لدي صديقات كثيرات مثل ديغروف و تشايندا و أماندا، كنّ الأقرب بالنسبة إلي و كن أكثر من صديقات لي بل أخوات.


كان كل شيء على مايرام، كنت سعيدة أو أنني كنت أتظاهر بذلك، نعم خلف تلك الإبتسامة كانت هناك شلالات دموع مكبوتة تنتظر تدفقها، صحيح أنه كان لدي صديقات عوضن مكان والدي و كن يقفن معي في السراء و الضراء لكن كان هناك دائما فراغ في داخلي، ينتظر ذلك الشخص الذي يأتي و يفرغ فيه حبه و حنانه ليمتلأ و يصبح كاملا، و لقد بقيت أنتظر ذلك الشخص، إلى أن...


بعد أعوام من إنتقالي إلى طوكيو ، كنت جالسة في الصف مع ديغروف و تشايندا، لقد كنت آنذاك في الثانية عشر و قد كنت بعامي الأول في الاعدادية، كنا نتحدث بينما نتناول الفطور.


تشايندا: "إسمعن هل سمعتن حول الطالب المتنقل الجديد الذي جاء منذ أسبوع؟ يوجد الكثير من الإشاعات تقول أنه جميل جدا! و قد تقدمت إليه ثلاث فتيات منذ قدومه. "


نعم تشايندا كثيرة الكلام و واشية كبيرة أيضا و على إطلاع بكل شيء يحدث في العالم.


ديغروف: "لقد سمعت أنه في السنة الثانية. "


قلت :"إذا هو يكبرنا بعام واحد، و لكن هل هو جذاب لهذه الدرجة؟ "


تشايندا :"بالطبع! لقد سمعت أنه إنضم إلى نادي كرة القدم، لنذهب لنراه! جميع الفتيات يذهبن ليشجعنه، حتى أنهم سيؤسسون نادي لمعجباته! "


أومأت لها برأسي فليس لدي شيء أفعله، و هذه طريقة جيدة لقتل الوقت، من يعلم قد يراني أحدهم و يتقدم لي.


بعد نهاية الدوام، ذهبتت مع صديقتايّ لنشاهد ذلك الفتى الجديد، أخبرتني تشايندا أن إسمه تشارلن، وصلنا لنادي كرة القدم، كان هناك الكثير من الفتيات، فوقفت أشاهد المباراة.


لم أعرف أيهم كان هو، حتى بدأت الفتيات يصرخن بإسم تشارلن عندما سجل أحد الطلاب هدفا، و من ثم إستدار لهن و لوح بيده و هو يبتسم، صحيح إنه جذاب.


توقفت فجأة و توترت عندما نظر إلي بعينينه، "يا إلهي إنه ينظر لي، لا! لابد أنها فتاة أخرى ".


لكنه عاد بسرعة إلى جو المباراة عندما عادت الكرة لوسط الملعب، بقيت أفكر و وجنتاي محمرتان، قلت لديغروف و تشايندا أنني سأذهب للحمام، لكن تشايندا أخبرتني أن المباراة ستنتهي، و أضافت ديغروف أنها ستنتظراني لكني رفضت و قلت أنه لا داعي.


ذهبت إلى الحمام و غسلت وجهي، كان بعيدا قليلا، نظرت من النافذة في طريقي و قد إنتهت المباراة و كل عائد، لقد تلبدت السماء لابد أنها ستمطر يجب أن أسرع.


وصلت إلى الحمام، وضعت حقيبتي أرضا ثم بدأت أنظر في المرآة ثم تذكرت منظره عندما رآني ثم إحمرت وجنتاي، يا إلهي كم أتمنى لو أنه يوادني لكنني لا شيء إتجاه كل تلك الفتيات.


إنتهيت من غسل وجهي و أخرجت منديلا لكي أجفف وجهي ثم حملت حقيبتي و توجهت للخارج لكي أعود، ذهبت في إتجاه الملعب فهو أسرع طريق مؤدي للخارج، لكن السماء بدأت تمطر يا لحظي!


أخرجت هاتفي و إتصلت بأبي لكي يأتي و يقلني، من حسن حظي أنه كان قد جاء هو و أمي البارحة للمبيت معنا، بقيت واقفة بجانب غرفة التبديل أنتظر حتى خرج أحدهم منا، يا إلهي إنه ذلك الفتى!


وقف بجانبي و هو يقول :"يا إلهي، انه ليس يوم حظي، أوه من أنت؟ "


قالها بعدما إستدار لي، فقلت بتوتر :"لا تسيء الفهم! لست أحد معجباتك، أنا فقط ذهبت إلى الحمام ثم أمطرت. "


"إذا لقد كنت تشاهدين المباراة؟ "


"لا، كنت فقط مع رفقة صديقتاي. "


"إذا ماذا سنفعل الآن؟ إنها تمطر بغزارة"


"لقد اتصلت بوالدي، سيأتي قريبا ليقلني، يمكنك إن تأتي معنا إذا أردت. "


"لا لا! هذا كثير، كما أنني لا أريد توريطك مع والدك، فأنا فتى غريب. "


" لا بأس يمكنني فقط أن أخبره أنك زميل معي في النادي، و لقد بقيت تنتظرني لأخرج و لكن تأخر الوقت. "


" شكرآ لك، بالمناسبة أنا تشارلن من الصف الثاني السنة الثانية. "


" أنا أوسانا من الصف الخامس من السنة الأولى، تشرفت بمعرفتك"


" أنا أيضا. "


بقينا ننتظر قليلا و نتحدث حتى جاء والدي ليقلني، ركب تشارلن معنا، و قد أخبرت أبي عنه فكان متفتحا جدا، أوصلناه حتى حيه الذي يسكن فيه فهو بجوار حيينا، شكر والدي و نزل، و ودعته من وراء الزجاج.


في اليوم التالي فاجأني بمجيئه إلى صفنا في الإستراحة، عندما كنت مع صديقتاي، مشى في إتجاهي و كل الفتيات يحدقن به، عندما وصل إلي انحنى و مد لي علبة ما، و قال:"شكرا لك على توصيلة البارحة، هده بعض الشوكولاتة أعددتها بنفسي، لا تتفائلي كثيرا فأنا طاهي مريع. "


ثم ضحك ضحكة و وضعها بجانبي و إنطلق مودعا لي، صرخت علي تشايندا :"ماذا! هل طلبتي منا البارحة ألا ننتظركي حتى تطلبي منه مواعدتك! هل قبل بك؟ هل انتما تتواعدان؟ "


" لا لا، لقد أمطرت فجأة و ألتقيته صدفة، فأوصله أبي معنا في طريق عودتنا. "


ثم أضافت ديغروف بضحك :" يا فتاة إنه فريسة جيدة لا تفلتيها"


"ماذااا! أنا! "


لكني تذكرت ملامحه الملائكية و كم يبدو جميلا، نهضت و ضربت الطاولة بقبضتي لأقول :" طيب! سأجعلك ملكي يوما ما سينباي! "


لقد كان صوتي عاليا، إحمرت وجنتاي و بدأت ديغروف و تشايندا تضحكان علي، لكن سينباي لا تقلق سأجعلك تعترف لي يوما ما!



2021/01/15 · 212 مشاهدة · 852 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024